(.. فائدة أصولية..)
بسم الله الرحمن الرحيم
▪️أفاد سماحة الأُستاذ العلَّامة المحقق السيد مصطفى حُسينيان دامت بركاته في مجلس درسهِ المنعقد في يوم الاثنين (23جمادى الآخرة 1444هج) فائدةً في تحقق الإطلاق الوارد في الجمل الاستثنائية، فقال ما معناه:
▪️هناك قاعدة لغوية استفاد منها الأصوليون في جميع الخِطابات الشرعية، وهي أنَّ الخِطاب مع الاستثناء ينقسم إلى عقدين: عقد سلبي وآخر إيجابي، ودعوى تحقق الإطلاق في العقد السلبي تامةٌ وصحيحة، أمَّا دعوى الإطلاق في العقد الإيجابي فليست ثابتة.
▪️مثال ذلك: قوله تعالى:﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ...الآية﴾، فقوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ يمثِّل العقد السلبي، وهو عدم جواز إبداء الزينة مطلقاً، ولذلك فلا يجوز للمرأة أنْ تبدي زينتها لغير موارد الاستثناء.
▪️وأمَّا العقد الإيجابي، فقوله: ﴿إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ...الآية﴾، حيث يجوز إبداء الزينة أمام هذه الأصناف المشتركة في عنوان المحرمية.
▪️ولكنْ هل يجوز لها أنْ تبدي العورة أمام هؤلاء أو لا؟ الجواب: بالنفي، لعدم ثبوت الإطلاق في مثله، لأنه ناشئٌ من الاستثناء، ولا يصح التمسُّك بالإطلاق الناشئ من الاستثناء، وهذه من القواعد العامة والسيالة في جميع أبواب الفقه.
✍️بقلم: الشيخ نُهاد الفيَّاض
النَّجف الأَشرف 1444هج